نودع عام 2018 وملامح نصر سورية الناجز ترتسم بلوحة عظيمة نستودعها أمانة لدى رجال الحق أبطال الجيش العربي السوري، وهم يكملون طريق النصر، ويدكون مواقع الإرهاب أينما وجد على تراب الوطن، وكلنا ثقة بأن النصر آتٍ آت، بهمة هؤلاء الأبطال الميامين، وبفضل القيادة الحكيمة لرمز وحدتنا وعزتنا وشموخنا السيد الرئيس بشار الأسد .
عام مضى.. انصب فيه الجهد الحكومي على بلسمة جراح الحرب والنهوض بالاقتصاد، وتحسين الوضع المعيشي للمواطن، وتلاقى هذا الجهد مع الروح الوطنية العالية لدى شعبنا الصامد، حيث تداعى السوريون "كل من موقعه" لوضع لبنة في أساس العملية الإنتاجية، كاتبين بأحرف من ذهب سِفر صمودهم ونصرهم، وتشهد لهم مواقع العمل والإنتاج، فهدير الآلات في المنشآت بات اليوم مسموعاً، والاستثمارات الكبيرة شرعت بالإقلاع، وما منتدى المال والمصارف والتأمين الذي عُقد مؤخراً في قصر المؤتمرات بدمشق، إلا مؤشر من مؤشرات التعافي الاقتصادي لسورية، واجتماع هذا الكم الكبير من رجالات الاقتصاد السوري دليل واضح على صفاء النيات وتوحد الهدف لدى الجميع، وهو النهوض بعملية إعادة الإعمار بالكوادر والإمكانيات الوطنية قدر المستطاع .
كذلك فإن صدور موازنة عام 2019 في الموعد الدستوري هو رسالة واضحة للعالم على قوة سورية وصلابتها، وقوة اقتصادها الذي لم ولن يرضخ لبيوتات المال العالمية، لا بل إن سورية استطاعت أن تلجم وتبتر الأيادي الخارجية التي حاولت التلاعب بعملتها الوطنية، وفرضت خلال عام 2018 استقراراً بسعر الصرف، ما كان ليتم لولا استقلالية قرارها الاقتصادي والسيادي، وعدم الانجرار وراء المشاريع الخارجية المشبوهة.
نطوي اليوم صفحة هذا العام ويحدونا الأمل بالنهوض بواقع القطاع المالي في سورية، مدركين دور هذا القطاع بجميع مفاصله ومؤسساته، بتحمل مسؤولياته المجتمعية في تدارك ما خلفته الحرب الظالمة على سورية من آثار وتبعات، ساعين إلى الارتقاء بعملنا إلى مستوى تضحيات أبطال جيشنا الباسل، وصمود شعبنا الأبي، وآملين أن نكون على قدر الثقة التي مُنحت لنا.